الأربعاء، 27 يناير 2021

باظت ‏الطبخة ‏على ‏صاغ ‏ملح

جدتى دايما زمان كانت تقول المثل ده. "باظت الطبخة على صاغ ملح: وده تعبير فطرى زكى عن الحاجة الحلوة اللى ما بتكملش وبتبوظ على اسباب تافهة وعبيطة. 
زى ما حصل تمام النهارده مع حبايبنا "ولاد المصريين" ابطال منتخب مصر فى كرة اليد.. الولاد بصراحة اجتهدوا من اول البطولة بشكل استثنائى لدرجة انهم رفعوا سقف الطموحات عندنا لأعلى درجة. وبقينا شبه مطمنين ان الكاس بقى فى جيبنا .. مش كفاية ان البطولة على ارضنا كمان!! 
لحد ما جه ماتش النهارده.. الولاد بقوا مرتبكين ومتوترين وبيعملوا اخطاء فى منتهى السذاجة وفى أوقات قاتلة .. زى حكاية التبديل الخاطىء وكمان زى الرمية الجزائية اللى جت فى اخر تلات ثوانى فى المباراة علشان تقلب النتيجة بشكل كامل وتودينا فى حتة تانية خالص. 
رشة ملح بصاغ بوظت التعب الكبير اللى عملوه علشان يعوضوا الفرص اللى ضاعت بسذاجة لا تصدر عن مجموعة هواه مش محترفين فى اغلى اندية العالم.
الولاد بصراحة كانوا تحت ضغط عصبى ونفسى كبير قوى .. مش عشان هايواجهوا بطل العالم انما علشان تحملوا مسؤولية اسعاد كل المصريين اللى أمنوا بيهم ووقفوا فى ضهرهم. وعلشان كده جت الاخطاء بسبب الارتباك والتردد والرغبة القوية فى المكسب والفرحة والمسؤولية الكبيرة اللى شكلت ضغط كبير على أعصابهم.
اللى حصل مع ولادنا الابطال دول هو بالظبط اللى ممكن يحصل معانا واحنا بنعانى من الحرمان فى اى ريجيم بنمشى عليه.. وخصوصا لما نبتدى نقرب من النتايج المطلوبة ولما تطول المدة ويزيد الضغط فنبدأ عند اول مشكلة نفسية أو ضغوط فى الشغل او البيت نتوتر ونبتدى نقع فى التجاوزات واللى بدورها بتضغط هى كمان على اعصابنا وتخلينا نغلط اكتر ونعك اكتر واكتر.
وعلشان كده لازم الواحد يحاول يبعد عن الضغوط وما يستسلمش لها بالشكل اللى ممكن يوصله انه يفقد هدفه واتجاهه وتروح منه الفرص ويضيع مجهود كبير كان اولى بيه انه يحافظ عليه.
عامة العايط ع الفايت نقصان عقل ومفيش فايدة م البكا ع اللبن المسكوب .. تعالوا ننسى العك اللى حصل ونبتدى من جديد على مية بيضا.

الجسم السليم .. فى العقل السليم

 طول الوقت عشت بافكر فى شكلى المثالى ، وكان هاجس القوام المثالى دايما بياخد حيز كبير من تفكيرى .. وأنا صغير كنت كل يوم بالعب تمرينات فى البيت علشان أنا مولود أصلا عندى استعداد طبيعى للسمنة، وحاولت أقاوم كتير انى اعمل رجيم وأنا صغير ونجحت فى أوقات وحققت شكل جميل بعد مجهود كبير

لكن كل مرة كنت باوصل للشكل المثالى - مش الوزن المثالى - كانت بتحصل لى انتكاسة .. وافضل شوية كويس لكن أرجع اتخن تانى والمشكلة الأكبر انى ما كنتش باحس بالموضوع ده بدرى .. ماكنتش باخد بالى إلا لما ألاقى العملية ضربت منى من كل ناحية .. فأبتدى تانى فى موضوع الرجيم من أول وجديد ويبدأ تانى العذاب مع الجبنة القريش والبيض المسلوق والخس والسلاطة والزبادى

كتير كنت بانجح لكن فى مجمل أيام حياتى أنا تخين بصراحة ووزنى فوق العادى .. بس اتعلمت كتير من الرحلة البندولية دى مابين التخن والرجيم .. اتعلمت حاجة مهمة قوى .. ان الرجيم الصح لازم يبدأ من عقلك مش من بطنك .. لازم تكون نفسياً كويس ومتزن علشان تقدر تعمل نظام تمشى عليه 

بالفعل الحالة المزاجية هى أهم حاجة فى موضوع الدايت .. ولازم الواحد يكون مظبط نفسه نفسياً علشان يقدر يعيش كويس والحقيقة دى اكتشفها كل أطباء علم النفس اللى اهتموا بدراسة مشكلات السمنة المفرطة تحديداً وكمان دكاترة الأنظمة الصحية .. وده لان الجسم فى حالات الإكتئاب بيسعى بشكل لا إرادى للمأكولات اللى بتزود هرمون الدوبامين فى الدم واللى بتسبب السعادة ودى بتيجى مع الحاجات اللى فيها نسبة عالية من السكريات والنشويات .. يعنى أنا مثلا لما باكتئب باجيب أكبر حلة عندنا واعمل فيها كيسين مكرونة سباجتى وأحط عليهم رشة زبدة محترمة وشوية فلفل أسمر وملح بقى وياه ياه ياه ع السعادة اللى بابقى فيها بعد الطبق ده . صحيح باقعد كتير مش فاهم حاجة بعدها .. بس بكون مبسوط والواقع انى مش باكون مبسوط علشان أكلت حاجة باحبها .. دى كلها هرمونات بس 

يبقى علشان نبتدى صح لازم تكون فسيتنا صح ..ولازم نبدأ من العقل قبل البطن .. لان اللى نفسيته كويسة هايقدر يخطط صح لحياته وهايقدر يتحرك أكتر ويشغل نفسه بحاجات أهم من الأكل اللى بيملا الوقت فى الفراغ 

أعداء الجسم الحقيقين هما الإكتئاب والفراغ ولازم الواحد يحاول يتخلص منهم علشان يقدر يعيش كويس .. وكمان يخس. 

وخدوا بالكم هى دايرة .. تكتئب فتتخن فتكتئب أكتر فتتخن أكتر .. وياريت ما نشغلش نفسنا كتير بموضوع القوام المثالى ده لانه وهم لان ربنا ما خلقناش زى بعض .. وكل واحد جسمه مميز فى ذاته .. احنا بس بنحاول نعيش أحسن ومانخطيش الحدود اللى تعطلنا عن ممارسة حياتنا الطبيعية بسعادة وانفتاح .. ويبعدنا عن الأمراض 

تعالوا نحكى تجاربنا لبعض ونشوف سوا هانوصل لفين .. لان المتعة فى الرحلة أكتر منها فى الوصول 

مستنى تجاربكم واستجابتكم ونرجع تانى نتكلم ونقول ونفيد بعض 

يالا مين هايبتدى ؟